إيماناً من الجامعة بأن تحصيل العلوم واكتسابها يعد الركيزة الأساسية للنهضة المأمولة للمجتمعات والشعوب، تنطلق الجامعة الأمريكية المفتوحة للعلوم الإسلامية في مسيرتها وهي تحمل تلك الرسالة الأكاديمية وقد أخذت على عاتقها استيفاء معايير الجودة المعتبرة في بناء و صياغة المناهج ثم ما يلحق هذا من استمرارية تطويرها وتحديثها بما يجعلها مواكبة لكافة المستجدات المعاصرة بمختلف العلوم.
أولا : برنامج الدراسات الاسلامية
تتسم الشريعة الإسلامية الحكيمة بالتوازن في أحكامها التي سنها الله تعالي للناس جميعاً علي لسان رسوله محمد(صلي الله عليه وسلم) في الكتاب والسنة بين ماهو خطاب تكليفي للفرد على مستوى الباطن والظاهر وبين ما هو خطاب تكليفي يناط به المجتمع حتى تنتظم منظومة الأحكام الشرعية على النحو الذي يحصل به صلاح حال عموم الأمة في دينها ودنياها .
وتتمثل هذه الأحكام على النحو التالي :
الأحكام الاعتقادية:
وهي تشمل ما يرتبط بالعقيدة الإسلامية من التوحيد الخالص لله تعالي وما يلزمه من الأمر عبادة واجبة ، وكذلك الإيمان بكافة الرسالات السماوية والملائكة والجن، والساعة والقيامة، والحشر والجنة والنار، وقد تكفلت مباحث العقيدة ببيان كل من هذه الأمور علي نحو شامل وكامل .
الأحكام الأخلاقية:
وهي تشمل كل ما يتصل بالأخلاق الفاضلة والسلوك الحميد.
الأحكام العملية:
وهي كل ما يتصل بالأحكام المتعلقة بالعباد. وقد تكفل علم الفقه ببيان هذا الجانب المهم من جوانب الشريعة الإسلامية بحيث جاء هذا الفقه بمضمونه الشامل متناولاً لحياة المسلم كلها دينية ودنيوية، ومعالجاً بأحكامه شئون الحياة الإنسانية علي اختلاف صورها وتنوع أشكالها، فألبس هذا الفقه العظيم مناحي الحياة الإنسانية كلها ثوب التشريع، فكان شأنه عظيماً، حيث اعتبرت أوامره وقواعده تعبداً وطاعة وامتثالاً لشرع الله الحكيم.
وكذلك فإن تلك الأحكام تسعى لحماية المصالح العامة للأمة سواء في دائرة علاقة الفرد بالدولة أو في محيط علاقة الدولة الإسلامية بالدول الأخرى.
وكذلك تنظيم السلطات العامة في الدولة تشريعية كانت أو قضائية أو تنفيذية وعلاقة الأمة بحاكمها توليةً وعزلاً في الجانب الدستوري.
وفضلا عن كل ما تقدم يدرس الطالب علاقة مواطنيه المسلمين بغيرهم في الوطن الواحد وقياسها على أساس من المودة والبروالتعاطف والرحمة والسلام الاجتماعي الهادف إلى تدعيم الكليات العامة للدولة وذلك كله في إطار القاعدة الشرعية التي تقضي بأنهم لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
إن طالب الدراسات الاسلامية ومن منطلق أنه صاحب رسالة بحسب الأصل – تمكنه تلك الدراسات من المقابلات الفكرية بين أحكام الفقه الإسلامي من جانب وبين المناهج القانونية بالنظم العالمية من جهة أخري ومن ثم يستطيع خريج كلية الدراسات الاسلامية أن يقدم ما لديه من فكر شرعي من خلال الدراسة المقارنة ابراز جودة الصناعة التشريعية الخاصة بالفقه الإسلامي ودورها الأمثل في حماية الحقوق الخاصة والعامة سواء علي المستوي الوطني أو علي المستوي الدولي.
إن تعميم الاستفادة من الدراسات الفقهية يستلزم تقديمها في صياغة لغوية معاصرة، تقدم الفقه الإسلامي في ثوب جديد أو في أسلوب جديد بعد أن باعد الضعف اللغوي بين الإنسان العربي المعاصر وبين القدرة علي استيعاب مدونات الفقه الإسلامي بصياغته اللغوية المناسبة لزمن إبداعها ومن هنا تبرز أهمية التكامل الواجب بين علوم الشريعة واللغة العربية.
إن استيعاب منظومة الفقه الاسلامي ومايحويه من فقه البيوع وأوجه المعاملات المالية وسياساتها الشرعية في المنحى الاقتصادي من جهة وبمطالعة بقية النظم الاقتصادية المعاصرة من جهة أخرى يتضح على ضوء هذه المقارنة مدى نجاح تلك النظم أو إخفاقها في تحقيق العدالة فضلاً عن تقديم البديل الإسلامي المحقق لتبادل الثروة وتداولها على وجه يحقق خير البشرية وٕاسعادها.
إن استيعاب منظومة فقه الأسرة والأحوال الشخصية يبرز مدى نضوجها في حل المشاكل الاجتماعية التي أضحت في مقدمة قضايا العصر وأخصها تلك التي تتعلق بالأسرة كنواة للمجتمع وذلك في إطار المنهج الشرعي الإسلامي.
إنه ومن المسلم به تأكيد القول بأن تحقيق هذه الاعتبارات التي سلفت الإشارة إليها يستلزم توافر منهجية علمية تستهدف تمكين الخريج من إبلاغ رسالته للعالم من حوله ولكلٍ بلغته وهو ما قدره الله للجامعة الأمريكية المفتوحة أن تقف على هذا الثغر خاصة وأنها معنية وبشكل كبير بالوافدين من غير الناطقين بالعربية ومن حديثي العهد بالاسلام من شتى بقاع الأرض وذلك مما يستوجب إجادة الدارس لإحدى اللغات الأجنبية.
فهم مقاصد الشريعة الكليه بما يمكّن الفقيه من رد المسائل الجزئية إلى كلياتها ورد المتشابه منها إلى المحكم والولوج من ظواهر النصوص الى روحها .
ومن جماع ما تقدم يمكن القول بأن برامج الدراسات الاسلامية بتخصصاتها المختلفة التي تقدمها الجامعة لا يستهدف دراسة هذه العلوم لمجرد العلم بها وانما يستهدف تكوينا فكريا خاصاً يستوعب إمكانية تحقيق تلك الاعتبارات التي سلفت الإشارة إليها كواقع ملموس يواكب الحداثة ويصف أقدام الحضارة الاسلامية الزاخرة على قدم السبق التي هي أهلاً له.
ثانياً: برنامج اللغة العربية:
ينطلق البرنامج الأكاديمي للغة العربية من رسالة الجامعة الأمريكية المفتوحة التي تهدف إلى حمل رسالة الإسلام كجسر الى العالم الغربي باعجمية لسانه وقيمه فهي تسعى بذلك لتقديمه إلى البشرية قاطبة بعموم خطابها، والانفتاح بمعالم حضارتها وثقافتها على حضارات العالم وثقافاته، إيمانا منها بأن الحضارة الإنسانية نتاج جهود تراكمية أسهم فيها العقل البشري بمختلف توجهاته وانتماءاته، وأضاءت رؤاها رسالات السماء بأنوار هداياتها التي تنبع من مشكاة واحدة، وكان للحضارة الإسلامية دورها البارز في إثراء التراث الإنساني بما أضافته اليه من فيض هداية الخالق إلى علومه ومعارفه ، وما أنارت به قيمه واتجاهاته، وما أشاعته فيه من روح التسامح والإخاء، وهو ما يعظم قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية من جانب، ويدفع إلى التواصل مع الحضا رات الإنسانية الأخرى من جانب آخر.
إن علوم العربية ومعارفها قد أسهمت في صوغها عقول من ثقافات متعددة، في بيئات إسلامية متنوعة، وهو ما أكسب لغتنا العربية اثراءً في فكرها ومناهجها، وأضفى عليها طابع المرونة، والاتساع لكل منجزات العقل الإنساني ، والتفاعل معه تأثراً به وتأثيراً فيه، وانعكس ذلك على قاموس مفرداتها التي لم تضق عن استيعاب الوافد إليها من ألسنة أخرى: مفردة ومصطلحا ، واحتوته بإمكاناتها الهائلة تعريبا واشتقاقا وتوليدًا، وأعادت تصدير هذه الأصباغ التي امتزجت في منتجها الحضاري بملامح عربية الطابع واللسان، مما ترك أثره واضحا في المشهد الإنساني الناطق بأثر العرب والمسلمين في إيقاد مشاعل النهضة الحديثة.
إن هذا البرنامج يعتمد في مكونه الأساس على ما أبدعه أسلاف الأمة في شتى مجالات العلوم والمعارف إبان عصورها المزدهرة، وتقديمه للدارسين والباحثين في ثوب قشيب.
إن برنامج اللغة العربية في الجامعة الأمريكية المفتوحة يبغي عرض المنهج المتكامل للإبانة عن خصائص اللغة، واستكشاف طاقاتها وأنفاس مبدعيها، بدءا من المنهج الاستقرائي للوقوف على صحة اللغة كما نطق بها العرب، والمنهج التاريخي لرصد التطور في مفردات اللغة وأساليبها وعلومها، ومروراً بالمنهج الوصفي لتتبع الظواهر اللغوية واستخلاص النتائج منها، والمنهج الاستدلالي لإعمال العقل في الربط بين المقدمات ونتائجها لصياغة القوانين العلمية، التي تحكم علوم اللغة ، وانتهاء بالمنهج التحليلي النقدي، نفاذا إلى أعماق النصوص الأدبية، والموازنة بينها للكشف عن مواطن السبق والتفوق، وامتدادا إلى الآداب الأخرى لرصد جوانب التأثر بها والتأثير فيها ،إيمانا بالقواسم المشتركة بين المشاعر الإنسانية وفيض عقولها.
إن برنامج اللغة العربية لا يقف عند علوم اللغة وحدها، بل يتسع مكونه الثقافي ليشمل مقررات من علوم التفسير والحديث والفقه والتاريخ والحضارة، ويتواصل مع الآداب العالمية بدراسة بعض اللغات الأجنبية. ويسعى البرنامج جاهدا إلى تطوير أساليب التدريس ووسائله بما يضمن الإفادة من التقنيات، وأدوات الاتصال الحديثة، مع التركيز على طرق التعلم الذاتي.
تحرص كلية اللغة العربية على التكامل مع كليات أصول الدين والشريعة في إعداد المكون الثقافي لطلابها وتدريسه، لتمكين خريجيها من امتلاك المهارات الواجبة في اللغة العربية في التحدث والكتابة، والإطلال من خلالها على مظاهر الحضارة والثقافة العربية.
ثالثاً: الأهداف العامة
يهدف هذا البرنامج إلى تحقيق ما يلي:
تعريف الدارس بعظمة الشريعة الإسلامية، ومحتواها التشريعي الذي جاء شاملاً لجميع الوقائع الاجتماعية، والأحداث الإنسانية، مما يؤكد صلاحيتها لكل زمان ومكان، وعموم رسالتها لكل البشر بما يحقق استقامة أمر الحياة الإنسانية.
إعداد العلماء المتخصصين الذين يجمعون في هذا التخصص بين الإيمان بالله والكفاية العلمية والمهنية، مما يظهر حقيقة الإسلام وأثره في تقدم البشرية ورقي الحضارة.
تعريف الدارس بما حواه الفقه الإسلامي وأصوله من اجتهادات مختلفة توافق ما قررته نصوص الشريعة من التوسعة علي الناس وعدم التضييق عليهم ورفع الحرج عنهم.
إحاطته بما استند إليه الأئمة من أدلة الأحكام الشرعية العملية.
تنمية إدراكه أن الفقه الإسلامي يستوعب كل مناحي الحياة.
تعميق إيمانه بسمو الشريعة الإسلامية وتلبيتها لحاجة البشر منذ ظهور الإسلام عن طريق الدراسة المقارنة.
إكسابه القدرة على تقديم الحكم الشرعي السليم المستند إلى الدليل الشرعي القوي، بما يمكنه من الرد وتقيه من الأباطيل والفتاوى التي تصادم العقل وتعارض الشرع .
إكسابه القدرة على فهم التراث الإسلامي والحفاظ عليه وتجليته.
تعميق دور اللغة علي المستوي القومي، لتؤدي دورها في النهضة الحديثة، بحكم أن اللغة هي الوعاء الثقافي والحضاري للأمة.
إعداد الكوادر العلمية في الدراسات الفقهية القادرة على التدريس والبحث والترجيح.
إعداد علماء يتمتعون بالقدرة على التصدي للقضايا الفقهية المعاصرة، و الإفادة فيها بالرأي السليم.
تمكين الدارس من تصحيح المفاهيم المغلوطة ورد الشبهات من خلال دراسة العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.
تعميق دراسته للمذاهب الفقهية الأربعة كسبيل للوصول للحكم الشرعي والفتوى الموافقة للكتاب و صحيح السنه دون تعصب لمذهب معين .
رابعاً: مواصفات الخريج
تتمثل مواصفات الخريج في أن يكون:-
1- حافظاً لكتاب الله تعالى فاهمًا لآيات الأحكام.
2- فاهماً لأحاديث الأحكام الصحيحة.
3- مستوعباً لما حواه الفقه الإسلامي من اجتهادات.
4- عارفاً بما استند إليه الأئمة الفقهاء من أدلة استنبطوا منها الأحكام الشرعية العملية.
5- أن يكون قادراً على البحث العلمي في مجال الدراسات الفقهية الإسلامية على أسس علمية صحيحة.
6- قادراً على التصدي للقضايا الفقهية المعاصرة، و الإفادة فيها بالرأي السليم في ضوء الأدلة الشرعية.
7- متمكناً من اللغة العربية و قواعدها مؤمناً بأهميتها في تعزيز وحدة الأمة، والحفاظ علي الهوية القومية.
8- عارفاً بالمصادر الأساسية في تخصصه، متمكناً من توظيفها لخدمته.
9- قادراً على استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، والإفادة منها في تيسير الحصول على المعلومات والتحقق منها في مصادرها الأصلية.
10- مجيداً لإحدى اللغات الأجنبية بما يمكنه من التواصل مع الناطقين بها لنقل ما تخصص فيه إلى غير الناطقين بالعربية.
11- متصفاً بالاعتدال والوسطية.
خامساً: المعايير الاكاديمية في بناء شخصية المتعلم :
الفهم أولاً:
ونعني بهما المعارف والمفاهيم الشمولية التي يكتسبها الطالب من البرنامج، وتتمثل في قدرته على استيعاب تاريخ التشريع الإسلامي في مراحله المتعددة مع الاحاطة بفقه الكتاب والسنة والتمرس على أحد المذاهب المعتمدة ابتداءً ووصولاً للحكم الشرعي الصحيح الغير مقيد بمدرسة فقهية وذلك بعد النظر في عموم الادلة بأدوات القياس والترجيح واستباط الحكم الشرعي من مظانه وفق آليات أصول الفقه وبروح مقاصد التشريع السامية .
مع ادراك نضوج أوجه التشريع واستيعابه لمسائل القضاء والافتاء والسياسة الشرعية الراقية ومدى حفظه لحقوق الانسان بوصفه مكرماً من قبل الخالق سبحانه وما ينبني على هذا من سمو في التشريعات المعنية بالشأن الداخلي للأمة بفقه الاحوال الشخصية والوصايا والتركات وتطبيقها على الواقع أو الشأن الخارجي لها وعلاقاتها الدولية بغيرها من الأمم من وجهة النظر الاسلامية.
وكذلك فهم خصائص اللغة العربية وما تملكه من وسائل التنمية والتطوروأنها قادرة على التفاعل مع منجزات العلم الحديث والتعبير عنها وبما يحفظ على الأمة هويتها .
القدرات العقلية:
وهى تلك التي تتنامي بتحصيل تلك المعارف من خلال المناقشات العلمية وما يصاحبها من الاستدلال والاستنتاج ، وما يكتسبه الطالب من قدرات استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأصيلة و التوفيق بين ظاهر النصوص المتعارضة وامكانية البحث والاستقصاء في مراجع الفقه القديم والموسوعات الحديثة المختلفة الخادمه له و المقارنة بين المذاهب الفقهية فيما يجد من النوازل والحوادث ومن ذلك أيضاً امكانية تلخيص النصوص وتحديد الأفكار الرئيسة والفرعية وجودة صناعة الأفكار والرؤى.
المهارات المهنية :
ونعني بها المهارات التي يكتسبها الطالب لتحويل ما حصله من معارف نظرية إلي قد رات ومهارات تطبيقية عملية، تمكنه من توظيف معارفه في أدائه المهني، وتتمثل في قدرته على كتابة البحوث والتقارير العلمية والتواصل مع وسائل الإعلام في مجال التخصص واستخدام اللغة الأجنبية التي يجيدها في التواصل العلمي مع الناطقين بها وامكانية تعامله مع المستحدثات التكنولوجية كالحاسوب والانترنت. وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وكذلك توظيف المعارف اللغوية في الكشف عن معاني القرآن ووجوه إعجازه مع التحدث بلغة سليمة تتسم بالوضوح والجمال..
تنمية القدرات العامة للطالب :
وهي التي يكتسبها الطالب من البرنامج وتمكنه من جودة التواصل مع المؤسسات المجتمعية والتفاعل معها، وتتمثل في قدرته على الإطلاع المستمروالقدرة على توليد الافكار في ضوء القناعات وامتلاك مهارات التعلم الذاتي وعدم اهدار الوقت و استثمار ثقافته الدينية في ترسيخ القيم والأخلاق في البيئة وخدمة المجتمع.
تشكيل القناعات العقلية باستصحاب الخطاب الوجداني :
ونعني بها القيم والاتجاهات وأوجه التقدير التي توجه انفعالات الطالب وسلوكياته وتتمثل في قدرته على الاعتزاز بدينه وادراكه لمدى كمال ورشد منظومة التشريع في الفقه الاسلامي وأصوله وقواعده الكلية ونضوجه بحيث يصلح لكل الازمان وفي المقابل يضفي في نفسه فسحه في التعامل مع الآخر من أجل ترسيخ مبادئ السلام والعيش المشترك وفق القيم الإسلامية النبيلة.